اكتشاف ذكره القرآن حول الوحوش المفترسة
تبين أن الوحوش المفترسة تقتل فريستها بطريقة الخنق،
وهذه معلومة جديدة على العلماء ولكنها ليست جديدة على كتاب الله تعالى،
لنتأمل....
الحيوانات المفترسة حيَّرت الباحثين في طريقة عملها،
فكيف يستطيع النمر مثلاً قتل الضحية خلال زمن قصير نسبياً؟ لقد وجد العلماء
وبعد دراسات ومراقبة طويلة ما يلي:
إن تصميم أسنان هذه الحيوانات مناسب جداً لأداء المهمة،
فهناك نابان بارزان في الفك العلوي ونابان بارزان في الفك السفلي، وبقية
الأسنان صغيرة، لماذا؟
الذي لفت انتباه العلماء هو لماذا تستسلم الفريسة
بسهولة للحيوان المفترس؟ لقد تبيَّن أن هذه الوحوش تقوم بغرز أنيابها في
رقبة الضحية وتطبق أسنانها الصغيرة على القصبة الهوائية فتمنع الأكسجين من
الدخول للدماغ وتموت الضحية مختنقة!
إذاً الاكتشاف الجديد يقول بأن الوحوش المفترسة تقتل
الفريسة بطريقة الخنق، وهذه المعلومة حديثة جداً ولم يكن لأحد علم بها قبل
مئة سنة مثلاً! يقول العلماء اليوم في مقالة بعنوان "إستراتيجية الصيد عند
القطط الكبيرة" :
Once an animal is off
its feet, the cat goes for the throat or muzzle, clamping its jaws tight
to suffocate the prey. With small prey, a bite is delivered to the neck
to sever the spinal chord.
يختار الحيوان المفترس منطقة الحنجرة ليطبق فكيه
عليها ليخنق الفريسة بشدة، مع الفريسة الصغيرة فإن عضة من الرقبة لقطع
الحبل الشوكي.
انظروا معي إلى هذا التصميم الخارق لأسنان النمر، لولا
هذه الأنياب البارزة لم يستطع أن يقتل فريسته، وسبحان الله نرى الملحدين
يقولون بأن الطبيعة هي التي منحت هذا المخلوق شكله وهي التي علمته الصيد
والطبيعة هي التي ترشده إلى رزقه... ولكننا نقول بأن الله تعالى هو الذي
أعطى هذا المخلوق شكله وهداه إلى رزقه، يقول تعالى على لسان سيدنا موسى: (قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ
هَدَى) [طه: 50].
يقوم الوحش المفترس بإحكام فكيه على رقبة الفريسة
وبالتحديد منطقة الحنجرة التي هي أخطر جزء في الحيوان، وعندما يغرز فكيه في
الرقبة ويطبق أسنانه بشدة على القصبة الهوائية يقطع إمدادات الدم
والأكسجين عن الدماغ فتتخدر الفريسة وتستسلم بسهولة وتموت مختنقة... سبحان
الله، من الذي علم هذا الفهد كل هذه التقنيات؟ أليس هو الله تعالى القائل: (وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ
رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ
مُبِينٍ) [هود: 6]؟!
الآن ماذا يقول القرآن يا أحبتي؟ وهل هو كتاب من تأليف
النبي كما يدعي
الملحدون؟ طبعاً من ميزات القرآن أنه يقدم لك المعلومة ليس لمجرد الاطلاع –
كما يفعل العلماء اليوم – إنما يقدمها لك لهدف وحكمة وفائدة بل ويربطها
بأمر يهمك في حياتك أو آخرتك.
فقد تحدث القرآن عن اللحوم التي حرم الله أكلها،
فحرَّم لحم الخنزير وحرَّم الميتة وحرَّم "المنخنقة" والحقيقة هذا التعبير
عجيب، يقول تعالى: (حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ
وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ
وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلَّا مَا
ذَكَّيْتُمْ) [المائدة: 3].
فهذه الحيوانات التي تفترسها الوحوش وربما تأكل بعضها
وتترك بعضاً منها فلا يجوز أكلها، مع العلم أن الشائع في بعض الحضارات أكل
مثل هذه الحيوانات، بل وحتى يومنا هذا هناك قبائل تأكل مثل هذه الحيوانات،
فحرَّمها القرآن لأنها ضارة جداً، والسؤال: كيف علم النبي أن الوحوش
المفترسة تخنق فريستها خنقاً؟!