الإخوة والأخوات الكرام
سلام الله عليكم ورحمته وبركاته
عندما قال النبى صلى الله عليه وسلم .." المؤمن القوى خير وأحب من المؤمن الضعيف وفى كل خير " أوضح لنا بمالا يدع أى مجال للشك أهمية الحفاظ على الصحة ..
ومن هنا قررت الشريعة الاسلامية الرعاية الصحية لكل انسان واعتبرها واجبا
عليه فقد أمر الله سبحانه وتعالى الناس بالبعدعن كل مايضر بصحتهم .
وما تحريمه لشرب الخمر والزنا إلا مظهر من مظاهر حفظ الاسلام للصحة .
ومن هنا كان أيضا ً تحريم تعاطى المخدرات ونهى الانسان عن انهاك قوته فى قوله تعالى : « ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة واحسنوا ان الله يحب المحسنين » . لكل ذلك كانت توجيهات النبى الكريم صلى الله عليه وسلم لافته بالحفاظ على الصحة ، فنهى عن كثرة الأكل حتى يصل الانسان إلى حد التخمة
فقال صلى الله عليه وسلم: « ما ملأ ابن أدم وعاء شرا من بطنه بحسب ابن أدم لقيمات يقمن صلبه فإن كان لابد فاعلا فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه »
وهو ماتؤكده كل علوم الطب الحديث .
كما حث عليه الصلاة والسلام على النظافة سواء كانت فى الجسم أم فى البيئة
المحيطة بالانسان ، فأمر بالوضوء قبل الصلاة والغسل من الجنابة والاغتسال
يوم الجمعة ، فقال : غسل يوم الجمعة على كل محتلم وسواك ويمس من الطيب ماقدر عليه ..
كما حث على العناية بالغذاء الصحى والشراب النقى ونهى عن الشرب من فم
السقاء منعا للعدوى ، فقال صلى الله عليه وسلم : ان لبدنك عليك حقا ..
ولأن العقل السليم فى الجسم السليم أمرنا بممارسة الرياضة فقال صلى الله عليه وسلم .. علموا أولادكم السباحة والرمى والمرأة المغزل ..
وبلغ من الحرص على صحة الانسان ان رخصت الشريعة الاسلامية للمريض الافطار
فى نهار رمضان اذا ضيف عليه من ازدياد المرض أو تأخير الشفاء على أن يقضى
هذه الأيام بعد شفائه ، وكذلك أباح للمرضع والنفساء الافطار اذا خافتا على
نفسيهما أو ولديهما .
وسار على هذا المنهج المستنير للنبى صلى الله عليه وسلم الخلفاء الراشدين
فنرى سيدنا عمر بن الخطاب رضى الله عنه يحث على الرعاية الصحية فى قوله .."
اياكم والسمنة فانها عقله ، اياكم والبطنة فإنها مكسلة عن الصلاة ومفسدة
للجسم ومؤدية الى السقم وعليكم بالقصد فى قوتكم فهو أبعد من السرف وأصح
للبدن وأقوى للعبادة » .
هذا والله المُوَفق
تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال